أتمنى لو...
صديق من أصدقائي يدعى بول أهداه أخوه سيارة جديدة في عيد الميلاد.
وعشية عيد الميلاد، وبينما كان بول خارجاً من مكتبه، رأى فتى يجول حول السيارة الجديدة اللامعة، وعلامات الإعجاب بادية على وجهه. سأل الفتى صديقي بول: هل هذه السيارة لك سيدي؟
أجاب بول: نعم. أهداني إياها أخي في عيد الميلاد. ذهل الفتى ثم قال: تقصد أن أخاك أعطاها لك، ولم تكلفك السيارة فلساً واحداً؟ يا للروعة، أتمنى لو....
ثم صمت الفتى متردداً.
بالطبع عرف صديقي بول ما الذي كان الفتى سيتمناه. لقد كان على وشك أن يتمنى أن لديه أخاً مثل هذا الأخ. لكن ما قاله الفتى بعد ذلك أدهش بول.
تابع الفتى: أتمنى لو يمكنني أن أكون مثل هذا الأخ.
نظر بول إلى الفتى باستغراب، ثم قال دون أن يدري: هل ترغب أن تركب في هذه السيارة؟
أجل. أحب ذلك.
بعد جولة قصيرة، التفت الفتى إلى بول وعيناه تلمعان فرحاً: سيدي، هل يمكنك أن تقود السيارة أمام بيتنا؟
ابتسم بول. ظن أنه عرف ماذا يريد الفتى. أراد لجيرانه أن يروه وهو يركب هذه السيارة الفارهة إلى منزله. لكن بول أخطأ في ظنه ثانية. قال الفتى: هل يمكنك التوقف عند هذا الدرج؟
نزل الفتى من السيارة وصعد الدرج. وبعد فترة قصيرة رآه بول عائداً، لكنه لم يكن مسرعاً.
كان يحمل أخاه المشلول. أنزله على الدرجة السفلية وأمسكه جيداً ثم أشار إلى السيارة يحدثه عنها.
كان الفتى يقول لأخيه: تلك هي كما أخبرتك عنها في الداخل. أهداه إياها أخوه في عيد الميلاد ولم تكلفه فلساً. ويوماً ما سأعطيك شيئاً مثل هذا. وعند ذلك يمكنك أن ترى بنفسك جميع الأشياء الجميلة في نوافذ عيد الميلاد التي كنت أحاول أن أخبرك عنها.
خرج بول من السيارة ورفع الأخ المشلول إلى المقعد الأمامي في السيارة. صعد الفتى وجلس قرب أخيه وعيناه تشعان سروراً، وبدأ ثلاثتهم جولة عيد الميلاد.
أشجع الشجعان
سألتني: إذن، أنت تعتقد أني شجاعة؟
- نعم. بلا شك.
- ربما كنت شجاعة. لكن الفضل في ذلك ليس لي بل لأساتذة شجعان تعرفت عليهم في حياتي. سأخبرك عن أحدهم.
قبل عدة سنوات عندما عملت متطوعة في مستشفى ستانفورد، عرفت فتاة صغيرة تدعى ليزا. كانت تعاني من مرض نادر وخطير. وكانت فرصتها الوحيدة في النجاة أن تحصل على دم من أخ لها كان عمره خمس سنوات نجا قبلها بأعجوبة من نفس المرض، وبذلك تكونت في دمه أجسام مضادة للمرض. وقرر الطبيب نقل الدم من الأخ إلى أخته.
شرح الطبيب الحالة للطفل وسأله إن كان على استعداد أن يعطي دمه لأخته.
رأيت الطفل يتردد للحظة قبل أن يأخذ نفساً عميقاً ويقول: نعم. أوافق إذا كان ذلك سينقذ ليزا.
عندما بدأت عملية نقل الدم، استلقى على سريرٍ جانب سرير أخته وارتسمت على وجهه ابتسامة، كما ارتسمت على وجوهنا جميعاً، بينما كان لون الحياة يعود إلى وجنتي أخته. ثم شحب وجهه وتلاشت ابتسامته.
رفع نظره إلى الطبيب وقال: هل سأموت فوراً؟
لأنه كان صغير السن، ظن الطفل أن عليه أن يعطي أخته دمه كله.
نعم لقد تعلمت الشجاعة لأني عرفت أساتذة شجعاناً.
زهور الحياة
يروي بينيت سيرف القصة التالية عن حافلة كانت تسير على طريق في قرية من قرى الجنوب.
في مقعد من مقاعد الحافلة كان يجلس رجل متقدم في السن يحمل باقة زهور كأنها قطفت تواً. على المقعد المقابل لمقعده، كانت تجلس فتاة تركز عينيها على باقة الزهور في يدي الرجل.
ثم حان وقت نزول الرجل من الحافلة.
في لحظة نزوله ألقى الرجل الزهور في حضن الفتاة: أرى أنك تحبين الزهور. وأظن أن زوجتي لو عرفت ذلك لأحبّت أن تكون هذه الزهور لك. سأخبرها أنني أعطيتك الزهور.
قبلت الفتاة الزهور، ثم راقبت الرجل وهو ينزل من الحافلة ويمشي نحو بوابة مقبرة صغيرة.
تغيير العالم
عندما كنت فتى ولم يكن لخيالي حدود، حلمت بتغيير العالم. وبعدما كبرت واكتسبت شيئاً من الحكمة، اكتشفت أن العالم لن يتغير، فتواضعت أحلامي شيئاً ما وقررت أن أغير فقط بلدي.
لكن بلدي أيضاً بدا عصياً على التغيير.
وعندما بلغت الشباب، وفي محاولة أخيرة يائسة، قنعت أن أغير عائلتي فقط، عائلتي الصغيرة. لكن للأسف، لم يكونوا على استعداد للتغير.
والآن بينما أستلقي على سرير الموت، تعذبني فكرة واحدة: لو أني فقط غيرت نفسي أولاً، لكانت عائلتي اقتدت بي وتغيرت.
ولو كنت استفدت من هذا الإنجاز، لربما كنت قادراً على تغيير بلدي. ومن ثم، من يدري؟ لربما كنت غيرت العالم.
الأفضل
يروي ديفيد كاستفنز الذي كان يعمل في أخبار دالاس الصباحية هذه القصة عن فرانك زيمانسكي، لاعب كرة قدم كان يشغل المركز الوسط في فريق نوتردام لكرة القدم في الأربعينات.
استدعي كاستفنز شاهداً في قضية مدنية إلى محكمة ساوث بيند.
سأله القاضي: هل تلعب في فريق نوتردام لكرة القدم هذا العام؟
- نعم سيدي
- في أي مركز؟
- الوسط. سيدي
- وما مدى براعتك كلاعب وسط؟
تململ زيمانسكي في مقعده، لكنه قال بحزم: أنا أفضل لاعب وسط عرفه فريق نوتردام منذ تأسيسه.
أدهشت هذه الإجابة فرانك ليهي مدرب الفريق الذي كان يحضر المحاكمة، لأنه يعرف أن زيمانسكي كان دائماً شديد الحياء والتواضع. لذلك عندما انتهت المحاكمة، أخذ المدرب زيمانسكي جانباً وسأله لماذا كانت إجابته قاطعة وحادة هكذا. احمر وجه زيمانسكي، وهو يقول: كرهت أن أقولها، لكني كنت تحت القسم.
Chicken Soup for the Soul (Translated by extranslation). شوربة دجاج للروح: ترجمة يوسف حسين الحمود